زوجة المستقبل شريكة الحياة الجزء الثاني
سنتابع معا موضوعنا الماضي وهو اختيار الزوجة وفيه عشر نقاط وقد تحدثنا في الموضوع السابق عن خمس نقاط واليوم نتكلم عن الخمسة المتبقية،
فحديثنا اليوم عن :
اعلم أيها الأخ القادم على الزواج أن أهم قرار في حياتك وأهم اختيار في حياتك، هو اختيار زوجتك، من هي المرأة التي ستربي أولادك؟ من هي المرأة التي ستكون صنوك في الدنيا والآخرة.
فإن الشاب المسلم وكذلك الفتاة المسلمة عندما يختار الزوجة فهو يختارها للدنيا والآخرة، فزوجتك الصالحة الموافقة، ستكون معك في الدنيا والآخرة.
إذاً هو اختيار خطير جداً.
قال الله تعالى:
)وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ( [الطور:21]
إذا ذريتك ستلحق بك في الآخرة، ولن ينقص من أجوركم من شيء
وقال ربنا:) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ([ الزخرف:70]
زوجتك ستكون معك في الجنة، فأهم اختيار في حياتك هو اختيار زوجتك، لذلك الأمر يحتاج إلى تروي، الأمر يحتاج إلى تعقل وإلى استشارة ويحتاج إلى استخارة ، فهو ليس نزوة أو عاطفة ، أو ميلاً قلبيا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((تخيروا لنطفكم, فانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم))[ البخاري]
ينبغي على كل زوج إذا أراد أن يختار زوجته، أن يراعي ويراقب(10) نقاط ، أما الخمسة التي تحدثنا عنها في الموضوع السابق فهي :
1- الإسلام 3- الوعي 5- الطاعة
2- المرأة الصالحة الدينة 4- الحياء
واليوم نكمل من الامور المتبقية وهي :
6-الجمال:
اعتبر الإسلام الجمال من مقاصد الزواج الأساسية, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( : تنكح المرأة لأربع : لجمالها ولحسبها ولمالها ولدينها فعليك بذات الدين تربت يداك )) [ابن حبان ]
^ ولكن ما هو مقياس الجمال الذي ينبغي أن يكون بالمرأة؟.
لا مقياس للجمال ؛لأن الجمال أمر نسبي :فما يراه إنسان جميلاً قد يراه غيره قبيحاً,وما يراه الزوج مع زوجته حسناً قد يراه غيره ليس كذلك.
^ من أراد أن يتزوج امرأة جميلة ينبغي أن يراعي مع الجمال ثلاثة أمور:
· أن يكون جمالها لبيتها ولزوجها وليس اشتراكياً للعموم :
(للطريق -لأبناء الشارع - وللجيران - للأصدقاء في الوظيفة – لحفلات الاختلاط خارج البيت...) إذا كان الأمر كذلك فسوف تقتلك هذه المرأة .
· أن لا تكون مفتونة بجمالها ترى نفسها فوق الخلائق وأنها أفضل البنات:
وأنها من عرق خاص،هذه ستتكبر عليك. والرجل أكثر شيء يغيظه أن تتكبر عليه زوجته.
^ ذكر أن رجل أعمى تزوج بامرأة فهذه المرأة استغلت عماه وكانت تقول له وهي متكبرة: لو انك تبصر وترى جمال وجهي ووجنتي وجمال عيني , فقال لها زوجها الأعمى:دعينا منك يا امرأة لو كنت جميلة لما تركك المبصرون لأعمى مثلي.
· أن يكون جمالها هذا محفوظاً بدينها:
لأن الجمال في المرأة جميل ولكن الأجمل منه أن يكون هذا الجمال محفوظاً بالدين.
^ عُرض على فيلسوف مجموعة من النساء الجميلات وقالوا له:أي واحدة منهن تفضل؟ فأشار إلى جبل بعيد وقال : تلك المرأة التي على ذلك الجبل . قالوا له لم؟ قال:لأنها بعيدة عن متناول الأيدي والأنظار.
7- الحسب:
وهو شرف الآباء والأجداد.
خذ فتاة من معدن نفيس, معروف بالعفة والأدب؛ لأن المرء ابن بيئته سواء كان شابا أو فتاة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((تنكح المرأة لأربع : لجمالها ولحسبها ولمالها ولدينها فعليك بذات الدين تربت يداك))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن))[ابن عدي وابن عساكر عن عائشة]
وقال أيضاً:
((الناس معادن كمعادن الذهب والفضة)) [مسلم]
في الشام يقولون : "ثلثا الولد لخاله" فانظر أنت إلى أخوة هذه الفتاة التي تريد أن تتزوجها، ما أخبارهم؟ وما أوضاعهم؟ وما أخبار والدها؟ عمها خالها؟ ابحث في تركيبة هذه الأسرة.
صح أنه لن تستقيم أسرةٌ كاملة. من أولها إلى آخرها مئة بالمئة أو 90% لكن السمة العامة عن هذه الأسرة أنها أسرة يعني أن تكون منضبطة. *
جائني أحد الأخوة وقد أراد أن يخطب فتاة. قلت له: من إخوتها؟ - من جملة
الأسئلة- قال لي: عندها (7) أخوات بنات وهي الثامنة والأخيرة، قلت له: من عدلاؤك؟ (الرجل المساوي لك إذا تزوجت هذه الفتاة) فال لي: السبعة مطلقات قلت له: اترك هذا الأمر وامضي فوراً. قد يقول الشاب: /طيب أنا أعجبت بها/ ليست نصيحة. هذه تدربت على أن تطلق. متدربة بشكل ممتاز (معها (7) دبلومات!!) نعم. ممكن والله أن تطلق الفتاة لأن الزوج سيء. وممكن الفتاة أن تطلق أيضاً لأن زوجها سيء. لكن السبعة مطلقات!! إذا هناك مشكلة في هذه الأسرة فأنت لابد أن تنظر وتفكر ولا يكفي فقط أن تعجبك وتعجبها.
أنت ستثير نسيباً لهذه الأسرة للأم وللأب وللأخ وللأخت ولهذه العائلة الحسيبة. * قال رسول الله (ص): "الناس معادن، كمعدن الذهب والفضة" هناك معدن
نفيس، هناك معدن ليس نفيساً، يوجد معدن غالي وصافي ونقي من الشوائب. وتجد معدناً معجون بالشوائب. فأنت اختر أسرةً السمة العامة فيها شرف الآباء والأجداد. *
يعني هناك كلماتٌ تُقال في الأسر، وهذه كلماتٌ علّمها الأجداد للآباء ولها قيمة كبيرة جداً. يعني عندما تتزوج البنت يقول لها أبوها: "يا بابا نحن ما عندنا فتاة تُطلق، هذه الكلمة ضعيها حلقة في أذنك. يا بابا نحن الزواج عندنا لزقة بيطارية (لزقة لا تنفك) لابُدَّ لك أن تتعايشي مع زوجك بالطريقة الحسنة"
وبالقابل نفس الشيء للفتاة، إذا جاءها شابٌ معروف من عائلة أنها مثلاً تزوج وتُطلق: لا ترضي به لأنه سيفعل بك كما
فعل أخوته أو أبوه.
وهذه الأسرة المنضبطة بشكل عام عندهم هذه التربية. تربية فيها تقديس واحترام للعلاقة بين الزوجين.
8- النظافة:
الرجل المستقيم يحب النظافة ويبغض القذارة, وأكثر شيء يزعجه أن يدخل إلى بيته ويرى أن بيته ليس بنظيف أو يقدم إليه طعام ولا يرى فيه آثار النظافة. والمرأة النظيفة تشكل راحة نفسية للرجل.
كيف تعرف أن هذه الفتاة نظيفة؟
يعرف ذلك من خلال نظافة بيت أهلها.
9-أن لا تكون قريبة قرابة شديدة:
لا تتزوج فتاة قريبة جداً لك. هذا أفضل اجتماعياً. وأفضل صحياً. *من أيام أخبرني أحد الأخوة أن عائلتهم تعودوا أن يتزوجوا من بعضهم البعض يعني ابن عم يتزوج ابنة عمه، ابن خال يتزوج ابنة خاله الأخر، وهذه الفلانة لابن عمها الفلاني..إلخ بهذا المعنى يعني. قال لي في العائلة عندنا أمراض شديدة جداً، وآخر أمر حدث معنا أن جاءنا مولود خنثى من حوالي ثلاثة أيام وهذه هي أول مرة يحدث فيها مثل
هذا الأمر في عائلتنا. وعندما أمراض العائلة تأتي شديدة ومزعجة جداً للأولاد.
والنصيحة الطبية والاجتماعية ألا تتزوج قريبة قرابة شديدة.
طبعاً هذا ليس حراماً. يعني إذا رجل رأى أن ابنة عمه جيدة جداً. وممتازة جداً في أخلاقها ودينها وحياتها ونظافتها ومستواها الاجتماعي، وهناك تقارب كبير جداً بينهما لا بأس لكن النصيحة ألا يفعل. يعني الشاب الآن الذاهب إلى الزواج فليبتعد عن الأقارب.
الفائدة الاجتماعية لهذا الأمر هو كالتالي:
أحياناً يحدث خصام بينك وبين زوجتك. فربما تخاصمت أسرتك كلها مع أسرتها من جراء هذا الخصام. فقُطعت الأرحام. فلذلك الأحسن أن تختار فتاة بعيدة عنك وهو أصلاً أن من أحد فوائد الزواج أن يزيد الترابط بين المجتمع، فإذا تزوجت العائلة من بعضها
البعض بقيت التواصلات ضعيفة، أما عندما تناسب عوائل أخرى تتسع دائرة صلة الأرحام؟ *
وقد قال النبي (ص): "لا تنكحوا القرابة القريبة، فإ، الولد يخلق ضاوياً" لا تتزوجوا القريبات جداً، وهذا نهي للإرشاد. يعني هذا الأمر نصيحة، لكن من تزوج فلا مشكلة "فإن الولد يخلق ضاوياً" ضاوياً: يعني ضعيفاً، هناك أمراض في الطب تسمى الأمراض الوراثية، ويورثها الآباء للأبناء فإذا كان هناك تقارب بين الأبوين ازدادت نسبة ظهور هذه الأمراض. *سيدنا عمر يقول: "اغتربوا لا تضووا" ابحثوا عن نساء غريبات للزواج. حتى لا يأتي أولادكم هؤلاء ضعاف.
النصيحة الطبية والاجتماعية والدينية أن لا تتزوج من الأقارب.
10-الحب:
قال الله تعالى:
)وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ([ الروم:21]
الفرق بين الحب والمودة:
· الحب: حالة عاطفية قلبية.
· المودة: حالة سلوكية.
* انظروا إلى القرآن الكريم ماذا يقول
– في الزواج تحديداً – ولاحظ تتابع الكلمات فيها : ((من آياته (من علامات قدرة الله تعالى في هذا الكون) أن خلق لكم من أنفسكم أزواجياً لتسكنوا إليها (بعدين) وجعل بينكم مودة ورحمة)).
إذاً متى يأتي الحب؟
بعد فترة، وبعد حين،
أما حب قبل الزواج هذا كذب وخداع. هذا هتك للأعراض! كيف سأحب هذه الفتاة قبل الزواج؟! أأخرج معها ونذهب في نزهات؟! أأدعوها إلى بيتي؟! كيف ستحب هذه الفتاة هذا الشاب؟ ستذهب معه في مشاوير ولقاءات خاصة؟! هذا ليس حب، هذا فاحشة!
إنما الحب الذي جاء في القرآن: ((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها (بعدين) وجعل بينكم مودة ورحمة)) صح أنّ الواو في اللغة العربية لا تفيد الترتيب. لكن فيها إشعار به. لاحظوا قول الله عز وجل ((وجعل بينكم مودة)) ولم يقل حباً. فرق كبير. الحب حالة عاطفية قلبية المودة حالة سلوكية (ماذا يعني ذلك؟) *
مرات ابن، يضايق ويعذب أباه، ويجعله بذوق المر بتصرفاته، وبأفعاله وسوء خلقه هذا الابن) ولعله بكلماته السيئة وبعدم طاعته! إذا جلست معه – بينك وبينه – يقول لك: والله يا أستاذ أنا أحب والدي – وهو صادق بالفعل يحبه – الحب حالة قلبية عاطفية، أما الابن البار عنده مودة لأبيه، يجبه بقلبه، وسلوكه يراعي حاجة أبيه. [وهذا وادٌ لأبيه]
الآن قد تحب امرأة زوجها، لكن هو يخرج إلى عمله في السابعة صباحاً. وهي تعودت في بيت أهلها أن تنام إلى التاسعة صباحاً. هي تحبه من كل قلبها! ولكنها تقول هل: "لا أستطيع والله الاستيقاظ باكراً حتى أحضر لك الفطور!! – ودبر حالك الله يخليك ابن عمي!!!" ما هذا الحب! هي تحبه جداً. يعني محبة تموت فيها ، يعني تقبل الأرض التي يمشي عليها! وتقول له: "لكن- الله يخليك أمك غليظة جداً! لا أريد الذهاب لعندها. ولا أريدها أن تأتي لعندي! – الله يخليك- لكن تأكد أنني أحبك من كل قلبي! ما هذا الحب الفارغ! الحب لابد أن يتحول إلى سلوك. مثال آخر: هي تحبه حباً شديداً لكن لسانها سليط قليلاً، يعني إذا تكلم زوجها كلمة ردت عليه بكلمتين ! وتقول له" "والله إني أحبك..." ما هذا الحب؟ لذلك * الله عز وجل قال: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة وهي الحب الذي ينعكس إلى سلوك. "هناك سلوك". "هناك انضباط" هي ما تدربت على الاستيقاظ باكراً. لكنه الآن وبعد الزواج. إكراماً لزوجها ستستيقظ ولو أنها انزعجت انزعاجاً شديداً. * أمه تكثر عليها بالطلبات والأوامر. فهي إكراماً لزوجها ستذهب معه إلى أمه وتبر أمه مو؟؟ لزوجها (الله جعل بينهما مودة)،
أما هذا الذي تسمعونة في الأغاني يا أيها الشباب، أيتها الفتيات والله هذا كذب.
ومن الفواجع اني سمعت من أيام ليست ببعدية. أن قرص (cd) وزع على مجموعة لا بأس بها من الشباب هذا القرص هو عبارة عن (3) أقراص (3 أجزاء) مجموعة مع بعضها. داخلها منقولة من إذاعة على الـ (fm) إذاعة إفساد وفقط، كلها عن قصص الحب والعشاق ويقولون في داخلها: "إذا كانت عندك قصة حب. أرسلها لنا حتى يستفيد الآخرون من خبراتك في هذا المجال. وهذه القصص التي يذيعها هذا المذيع الماجن تدريب على الفاحشة، كيف التقى معها! كيف لالتقت معه! كيف نظر لها! كيف نظرت له! ماذا قال لها! ماذا قالت له! هي تدريب لأبنائنا كيف يرتكبن الفاحشة!! بعديتن يقولون: هذا حب!!! الآن أيها الأخوة لعل قائلاً يقول: هذا كلام فيه تحامل! *
هناك شيء معروف في المنطق يقولون فيه:
أن الأرقام لا تميل جهة معينة. يعني عندما أجري أنا إحصائية، وتظهر معي النتائج وبأرقام معينة، فالأرقام لا تميل لا إلى الشرق ولا إلى الغرب، بل هي تميل نحو الواقع الموجود.
سأخبركم بإحصائية رقمية عن هذا الأمر عن النقطة العاشرة في هذه المحاضرة:
في دراسة أكاديمية أجرتها جامعة القاهرة حول (الزواج بحب والزواج بدون حب) النتيجة:
الزواج الذي يأتي بعد قصة حب 88% من حالته تنتهي بالطلاق, أما الزواج الذي سمّوه تقليدياً فقد حققت77% من حالاته نجاحاً واستمراراً.
وهذه النقطة لها علاقة أيضاً لاختيار الزوج. يعني إذا لم يحب الشاب الفتاة التي يريد الزواج منها، هل يصح أن يتزوج مها؟! أو إذا لم تحب الفتاة الشاب الذي يريد الزواج منها هل يصح أن تتزوجه؟!
هذه الكلمات الخداعة التي نملأ الآن آذان شبابنا وبناتنا، وتغرِّر بهم وبهن. كادت أن تقضي على الأسر! يظنُّ الشاب أنه إذا أحب الفتاة، خلاص، ستذلل أمامه كل
العقبات في الكرة الأرضية وتظن الفتاة أنها إذا أحبته. خلاص كل العقبات ستتزلل أمام هذا الحب!
لا أبداً. هذا كلامٌ عارٍ عن الصحة.
ولذلك ايها الاخوة وايها الشاب القادم على الزواج ربما تتساءل بعد كل ما سبق ماذا عن الحب؟ وأنه هل ينبغي أن يحب الشاب الفتاة أو أن تحب الفتاة الشاب قبل الزواج؟
الجواب: لا ينبغي هذا الحب، ولذلك عليك إذا شاهدت أن الأمور الأخرى جيدة كلها (التسعة الماضية). وكان الشكل العام عندك مقبولاً مؤنساً, أو أنت شاهدت الأمور التسعة جيدة والشكل العام للفتاة مؤنساً مقبولاً عندك. توكل على الله. وهذا الحب سيأتي بطريقة مودة
((وجعل بينكم مودة ورحمة)) ربما رجلٌ فعلاً لا يملك في قلبه حباً لزوجته، لكنها إذا مرضت يقوم على تطبيبها ورعايتها وخدمتها. الآن لعل سائلاً يسأله: أنت لا تحبها لماذا تعتني بها هذه العناية؟! إنها رحمة يزرعها الله في قلبه،
* لعل امرأة لا تحب زوجها. لكن إذا مرض قامت على خدمته كأقرب المقربين له، بل هي أقرب المقربين له. ولعل قريبه لها
تقول: لماذا أنتِ تفعلين هذا؟! أنت لا تحبيه! إنها رحمة يضعها الله في قلب الزوجين مع بعضهما البعض. *
وأنت أيها الشاب، غداً إن شاء الله تعالى، أنت تستغرب، ما هذه الرحمة التي توضع في قلبك نحو ابنك، نحو ابنتك، نحو زوجتك؟! يعني أنت إذا أكلت طعاماً خارج البيت، وكن الطعام جيداً، سبحان الله يخطر في بالك أهل بيتك وتقول في نفسك: "طيب، هم لم يأكلوا مثل هذا الطعام، ليتني أستطيع أن آخذ لهم شيئاً من هذا الطعام، وتجد نفسك وأنت عائد إلى بيتك تجتهد أن تشتري شيئاً لتذهب به إلى أهل بيتك، سيبحان الله، ما هذه الرحمة التي وضعت في القلب؟!
ذكر لي قصة عن شاب معترب – هو سوري – يعمل خارج البلد، يأتي كل صيف مدة شهر إلى الشام، فيطلب من أمه في هذه الفترة أن تبحث له عن عروس (أن تخطب له في هذه الفترة) في أول سنة أتى بها إلى الشام، لم يتيسر هذا الأمر، وكذلك في السنة الثانية والثالثة والرابعة (وفي هي في هذا الشهر) –صار عمره حوالي (33-34) سنة – فطلب من أمه وأخوته أن يجتهدوا في خطبة فتاة مناسبة له، يريد زوجة في السنوات الماضية، وقبل أن بأتي هذا الشاب لزيارتهم في العطلة، كانت أمه وأخوته قد زاروا عدد من الأسر، فأخذوه بذلك عندما أتى، قالوا له: هناك عدد من الأسر التي قمنا بزيارتها. تعال فزروهم، وترى أول فتاة فإذا كانت مناسبة لك أنهينا الموضوع، وإذا لم تكن مناسبة. هناك اختيار آخر.
ذهب هذا الشاب وقابل أسرتين أو ثلاثة أسر. فوجد الأمر غير مناسب تضايق هذا الشاب. الآن طلب إلى أهله أن يبحثوا أيضاً خلال هذا الشهر (شهر إجازته في الشام) قبل سفره بأسبوع أو بـ (5) أيام راحت أمه أسرة جيدة. قالت له: تعال، فذهب لتشاهد الفتاة في اليوم الثاني (قبل (4) أيام من السفر) ذهب لرؤيتها فوجدها جيدة ومناسبة له، في اليوم الثاني (قبل (3) أيام من السفر) ردوا لهم الخبر (أهل الفتاة) بأنهم موافقون. قبل السفر بيومين جاؤوا بالمأذون (كاتب المحكمة) ورتبوا الأوراق، وعقدوا /قبل السفر بيومين/ جلس معها ليلة العقد (قبل السفر بيوم)، الآن في صبيحة السفر، خرجت مع أهلها معه وأهله إلى المطار ليودعونه وخرج أهله معه أيضاً. لما سلم على أهله وسلم على زوجته وسلمت عليه ومضى /الآن قد كتب العقد وهذه زوجته في الشرع/ صارت الفتاة تبكي!! يألهي ما بك! فقالت لهم: زوجي مسافر! ((وجعل بينكم مودة ورحمة)) ماذا حدث؟؟! سبحان الله. قبل
(3) أيام. لم يكن العروسان قد تعرفا على بعضهما بعد. الآن هي تبكي لأجله.. هناك شيء يعقد في السماء أيها الأخوة.
لا تدعوا أيها الشباب هذه الأغاني الهابطة أو الأفلام الساقطة أو المواقف السيئة جداً أن تجعل حياتكم في الزواج تتجه بهذه الاتجاهات. الزواج شيء يعقد في السماء ولا تغوص به أيدي الماجنين في الأرض. *
الآن هناك دراسة أجرتها جامعة القاهرة حول زواج الحب. (دراسة جامعية) حول أناس (رجال ونساء) أحبوا بعضهم ثم تزوجوا. وحول زواج بدون حب. إن كل آباءنا وأمهاتنا، وأجدادنا وجداتنا. تزوجوا من بعضهم ليس عن حب، تزوجوا من بعضهم انضباطاً بالشرع، أمد الشرع بالزواج فتزوجوا. الحمد الله الآن لو نسألك هذا السؤال كم حالة طلاق وجدت في عائلتك؟ لا يوجد، ولو سألنا كل الحاضرين في هذه الدورة كم حالة طلاق في عوائلكم؟ لا يوجد انظروا إلى أجدادنا وعوائلنا القديمة لا يوجد ربما هي معدودة على الأصابع. حتى أن هناك شيء يقال في أسرنا: يبعني إذا كانت هناك امرأة قد طلقت. تصبح هذه المرأة علماً في هذه العائلة لأن هذا الأمر غير طبيعي /يقولون: هذه المرأة بنت فلان المطلقة/.
كانت تعتني الدراسية التي أجرتها جامعة القاهرة حول زواج الحب ما يلي: الزواج الذي يأتي بعد قصة حب / هذا الذي نسميه في أفلام مستوردة/ تنتهي 88% من حالاته بالطلاق. يعني حوالي 90% يعني كل (10) زيجات تعقد يطلق منها (9)، واحدة منها تستمر وتبقى.
لماذا؟ لقد قال الشاب قبل الزواج: والله قد أحببتها وسنعيش مع بعضنا على الحلو والمر. وقد قالت الفتاة قبل الزواج: والله قد أحببته ولو ذهب إلى المريخ فسأذهب معه.. هذا كلام. كله كلام. إذا لم يكن هناك انضباط بالشرع، لم يكن هناك تربية أو صلاح، بعد أسبوع كل هذه العاطفة ستخبوا، بعد أشهر، تخبوا العواطف وتبدأ الحياة العملية. الزواج الذي يأتي بعد قصة حب ينتهي 88% من حالاته بالطلاق أما الزواج الذي سموه "زواجاً تقليدياً" /يقولون: أنت تقليدي يا أخي!! أنت رجعي!! خليك هيك متحضر!/ لابد أن تحب قبل الزواج وكأنه يقولون لك /دعنا نخرب لك بيتك/ فقد حقق هذا الزواج 70% من الحالات النجاح.
يعني كل (10) زيجات، (3) منها طلاق، والسبعة ناجحة. وبدون ح. هناك إسلام، يوجد دين، يوجد طاعة يوجد حياء، نظافة، وعي، يوجد حسب، يوجد جمال لداخل البيت. فتستمر الحياة، يعني بعبارة أخرى: "الزواج الذي لا يقوم على الحب أحسن من الزواج القائم على الحب بـ (7) أضعاف" في الحالة الأولى (الزواج حالة الغير قائم على الحب) هناك سبعة حالات ناجحة أما في الحالة الثانية (حالة الزواج القائم على الحب) فهناك التسعة الذي ذكرت مع هذا الحب فيها ونعمت، أما إذا ما كانت هذه التسعة، فنصيحة لك: لا تقترب من هذه الحفرة التي تحفر لك، فإنك ستسقط في أحر لا يحمد عقباه.
أيها الأخوة الكرام، هذه عشر نقاط حول موضوع "اختيار الزوجة" في الموضوع القادم سنكمل معا مع مواضيع تخص الحياة الزوجية
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يباعدنا عما يكرهه ويأباه وصلى الله على سيدنا محمد وآله والحمد لله رب العالمين...
Post A Comment:
0 تعليقات: